عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول: (( قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )).
كيف لا يُبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان
كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران
كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين
من أين يشبه هذا الزمان زمان
و في حديث آخر : (( أتاكم رمضان سيد الشهور فمرحبا به وأهلا ))
جاء شهر الصيام بالبركات فأكرم به من زائر هو آت
هبت اليوم على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب
وسعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح
وصلت البشارة للمذنبين بالعفو والمستوجبين النار بالعتق
لما سلسل الشيطان في شهر رمضان وخمدت نيران الشهوات بالصيام انعزل سلطان الهوى وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل فلم يبق للعاصي عذر
يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي
يا شموس التقوى والإيمان اطلعي
يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي
يا قلوب الصائمين اخشعي
يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي
يا عيون المجتهدين لا تهجعي
يا ذنوب التائبين لا ترجعي
يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي
يا بروق همم المحبين بغير الله لا تقنعي
قد مدت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوام فما منكم إلا من دعي: { يا قومنا أجيبوا داعي الله } و يا همم المؤمنين أسرعي
فطوبى لمن أجاب فأصاب وويل لمن طرد عن الباب وما دعي
هذا عباد الله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفيه للعابدين مستمتع
و هذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويُسمع
وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع
أبشروا يا معاشر المسلمين فهذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر لأجلكم قد فتحت