لقد خلقنا الله فى الوجود وله حكمة فى كل شيء...وحكمة
وراء كل شيء وحكمة فى خلق كل شيء فى الألم حكمة
وفى المرض حكمة وفى العذاب حكمة وفى الفشل حكمة
وفى العجز حكمة وفى كل شيء حكمة
فلنعمل معاً راضين بقضائه وقدره غير ساخطين ولا متبرمين
بل طائعين ولنكسب أوقاتنا في رضاه و الابتعاد عما يغضبه
وما ينهانا عنه لماذا ننسى في معترك حياتنا وفى لحظات الفشل
و الضيق و الضياع أننا فى كون يملكه الله الواحد فالله موجود
"مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"فليطمئن القلب وترتاح النفس ويسكن الفؤاد ويزول القلق
فالحق لابد أن يصل لأصحابه ...و الدموع لن تذهب سدى
ولن يمضى الصبر بلا ثمرة ولن يكون الخير بلا مقابل ولن
يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص
عندما يكون خالقك وربك رحمن رحيم لطيف خبير كريم
عليم حى قيوم صمد فهل تلجأ إلى غيره أم تحتمى بحماه
وتقصد بابه فتطرق أبوابه وتسعى فى أرضائه وتتوب إليه
وتدعوه يا الله يا الله يا الله ...أنا عبدك أبن عبدك أبن أمتك فأرحمنى يا الله
يريدك ربك أن لا تعرف اليأس ولا تذوق القنوط
ولا تهاب العوائق ولا تسأم السدود والعقبات ولا
تركن إلى أهواء النفس وأن لا تيأس من روح الله
"وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"وأن تشكو بثك وحزنك إلى الله ، فمن يفرج الكروب وينفس
الهموم ويرزق من يشاء بغير حساب إلا الله الرزاق الكريم
ألا يقول لنا الله
"إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" ويقول
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا "وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وإن الضيق يأتى وفى طياته الفرج
فأى بشرى أبعث للأطمئنان من هذه البشرى
يا الله .. يا الله ..يا الله
ففروا إلى الله فكل القوه عنده وكل الرزق عنده وكل العلم عنده واتقوا
الله ويعلمكم الله وكل الخير عنده فهو الوطن و هو الحمى والملجأ
والسند والصمد واحد أحد لا شريك له ولم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفؤاً أحد
ألا يدفعك ذلك إلى الإحساس بالسكن و الطمأنينة وراحة
البال و التفاؤل والهمة والإقبال و النشاط والحماس والعمل
بلا ملل وبلا فتور وبلا كسل وتلك ثمرة
" لا إله إلا الله " فى
نفس قائلها الذى يشعر بها ويتمثلها ويؤمن بها ويعيشها
وتلك هى الصيدلية التى تداوى كل أمراض النفس وتشفى
كل علل العقول وتبرئ بأذن الله كل تقلبات القلوب ، وتلك
هى صيحة التحرير التى تحطم أغلال الأيدى و الأرجل و الأعناق
يا الله .. يا الله ..يا الله
وهى أيضاً مفتاح الطاقة المكنوزة فى داخلنا ، وكلمة السر
التى حركت أجدادنا ليقطعوا في زمن قصير ما قطعه الغير
فى عقود وقرون ففتحوا الأمصار و أناروا النفوس و فكوا العباد
من أغلال عبودية العباد إلى حرية عبودية رب العباد
فتعال ندعو الله معاً
يا الله .. يا الله ..يا الله