نــــ Noorـــــور Admin
عدد المساهمات : 1286 تاريخ التسجيل : 27/01/2012 الموقع : همسات بنفسجية
| موضوع: صفات عباد الرحمن 22/03/12, 08:26 pm | |
| صفات عباد الرحمن<blockquote class="postcontent restore ">
صفات عباد الرحمن
• الصفة الأولى (( التواضع )) :
هذه أول صفة لعباد الرحمن يمشون على الأرض متواضعين لله وللخلق بسكينة ووقار , ومن غير تجبر ولا استكبار , فيا لعظمة الإسلام حتى المشية لها نصيبها من العبودية ولها حظها من الشرف فالله يعلمنا إياها لأنها تعبير عما يدور في نفس صاحبها وتوحي بما يوجد في أعماق قلبه . فمنهم من وقر الكبر في قلبه
ومنشأ التواضع من معرفة الإنسان قدر عظمة ربه .
وقد تكاثرت النصوص من الكتاب والسنة في الأمر بالتواضع :
قال تعالى { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } ( الشعراء : 215) فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخفض جناحه للمؤمنين أي : ألن لهم القول وأرفق لهم .
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً " ما نقصت صدقة من مال , وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً , وما تواضع أحد لله إلى رفعه الله " رواه مسلم والشاهد ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) .
• الصفة الثانية (( الحلم ))
يقول سبحانه في وصف عباده { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } ( الفرقان : من الآية 63 ) .
وقال تبارك وتعالى : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } ( آل عمران : من الآية 134 ) هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية , بل يكظمون ما في قلوبهم من الغيظ ويصبرون عند مقابلة المسيء إليهم ويحتسبون ذلك في سبيل الله حتى ينالوا رضى الله تعالى والجنة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء " رواه الترميذي وصححه الألباني . ويقول تعالى
{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذوا حظٍ عظيم } ( فصلت الآيتان 34: 35 ) فقد أمر سبحانه في هذه الآيات إلى إحسان خاص له موقع كبير هو الإحسان إلى من أساء إليك .
• الصفة الثالثة (( قيام الليل ))
{ والذين يبيتون لربهم سُجداً وقياما } ( الفرقان : 64 ) أي : يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لله فهم مستيقظون حيث ينام الناس ومنتبهون حيث يغفل الناس فقيام الليل من أفضل الطاعات وأجل القربات بعد الصلوات المفروضة وله لذة وحلاوة وسعادة لا يشعر بها إلا من صف قدميه لله . وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ورغبهم فيه وأخبرهم بعظيم الأجر الذي سيناله من وفقه الله لهذه العبادة الجليلة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس أفشوا السلام , وأطعموا الطعام , وصلوا بالليل والناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام " صححه الألباني , السلسلة الصحيحة .
• الصفة الرابعة (( الخوف من النار ))
قال تعالى { والذين يقولون ربنا اصرف عن عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقراً ومقاما }
( سورة الفرقان 66:65 ) وبدوام عبادة أولئك العباد لله , وبدوام طول القيام وطول المناجاة , فعند ذلك ترق قلوبهم , فعندها تتمثل لهم النار سوداء مظلمة , يحطم بعضها , فأخذوا يتصورون عذابها السرمدي , الذي لا ينفك عن أصحابها فإذا بهؤلاء العباد يجأرون إلى الله ويتضرعون إليه جل وعلا بقلب وجل , وعين باكية , وجوارح خاشعة .
هي الدار الآخرة التي أعدها الله سبحانه للكافرين به , المتمردين على شرعه , المكذبين لرسله وهي الخزي الأكبر والخسران الأعظم والذين لا خزي أكبر منه .
• الصفة الخامسة (( التوسط في الإنفاق ))
يقول تعالى متابعاً في وصف عباده { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً } ( سورة الفرقان آية 67 ) . حث الله لعباده على إنفاق أموالهم في سبيله وهو الطريق الموصل إليه , وقد حث المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته على الإنفاق في سبيل الله , وبشرهم بالخلف من الله تعالى وبالجزاء العظيم عند الملك العزيز الرحيم جل وعلا فقال صلى الله عليه وسلم " يمين الله ملأى لا يغيضها سحاء الليل والنهار " رواه مسلم .
• الصفة السادسة (( إخلاص العبودية لله وحده ))
قال تعالى { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما } ( الفرقان : 68 ) . يقول ابن تيميه – رحمه الهل - : العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
ولقد قسم العلماء العبادات إلى أربعة أقسام :
القسم الأول / العبادات البدنية : كالصلاة – والصدقة – والاعتكاف – والحج – والطواف .
القسم الثاني / العبادات المالية : كالزكاة – والصدقة – والذبح – والنذر .
القسم الثالث / العبادات القلبية : كالخشوع – والخضوع – والذل – والانكسار – والتوكل – والمحبة – والإنابة – والاستعانة – والخوف – والرجاء – والتعظيم .
القسم الرابع / العبادات القولية : كالحلف – الاستغاثة – الاستعاذة – الدعاء – تلاوة القرآن .
• الصفة السابعة (( لا يقتلون النفس التي حرم الله تعالى ))
{ ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق } ( الفرقان : 68) , فعباد الرحمن أولئك لا يقتلون النفس التي حرم الله تعالى وهي نفس المسلم , والكافر المعاهد إلا بالحق , وقال صلى الله عليه وسلم " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم " رواه مسلم . أما قتل الإنسان نفسه المعروف بالانتحار فهو من قتل النفس التي حرم الله فالمسلم يراد منه أن يكون قوي العزم صلب العود في مواجهة الشدائد , فإن المؤمن خلق للعبادة وإحسان العمل لا الفرار .
• الصفة الثامنة (( لا يزنون ))
ويقول تعالى متابعاً في وصف عباد الرحمن { ولا يزنون } أي : يحفظون فروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم وقرن سبحانه وتعالى فاحشة الزنا بالشرك وقتل النفس نظراً لخطورتها . ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
والزنا خطره عظيم وعقوبته وخيمة ومن هذه العقوبات :
1- الإيمان ينتفي عنه حين زناه .
2- وهو سبب من الأسباب الموقعة لعذاب رب الأرض والسموات .
والعلاج منه يكمن في عدة نقاط :
أ- غض البصر .
ب- الابتعاد عن الخلوة بالأجنبيات .
ت- البعد من الاختلاط .
ث- البعد عن رقية الزنا " الغناء " .
ج- الصوم .
• الصفة التاسعة (( التوبة ))
{ ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متابا } ( سورة الفرقان : 71) فيخبرنا الله سبحانه أن من تاب توبة نصوحاً بالإقلاع عن الذنوب والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها فإن هذه التوبة في غاية الكمال لأنها رجوع إلى الطريق الموصل إلى الله وهو سبحانه يقبل التوبة ويغفر الزلة ويبدل السيئات حسنات , فهذا صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم , وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , يتوب إلى الله في اليوم مئة مرة .
• الصفة العاشرة (( اجتناب الزور ))
{ والذين لا يشهدون الزور } ( سورة الفرقان : 82 )
وقول الزور من أشد الكبائر وأقبح الجرائم التي تضر بالمجتمع المسلم وتقضي على العدل ولذي يقول الزور :
يقطع حقوق عباد الله .
يعرض نفسه لغضب الله .
يكون سبباً في بث الفوضى وإغراء المجرمين .
فالزور مفسدة متعدية إلى غير الشاهد ؛ بخلاف الشرك ؛ فإن مفسدته قاصرة غالباً .
• الصفة الحادية عشرة (( الإعراض عن اللغو ))
{ وإذا مروا باللغو مروا كراماً } ( سورة الفرقان : 72 ) واللغو : الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة دينية أو دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم .
والمعروف هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه , من أعمال البر والخير وأما سوى ذلك فالسنة الإمساك عنه , لأن الكلام المباح الذي ليس ليه مصلحة ما , قد يجر صاحبه إلى الكلام الحرام أو المكروه , قال صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " متفق عليه .
• الصفة الثانية عشرة (( الاستجابة لأمر الله ))
قال تعالى { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } ( النور : 51 )
• الصفة الثالثة عشرة (( الدعاء بصلاح الأزواج والذرية ))
قال تعالى { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }( سورة الفرقان : 74 )
ويؤخذ بأسباب نيل الولد الصالح التي هي :
الأول : اختيار الأم .
الثاني : الدعاء .
الثالث : التربية الإيمانية .
تفهمه أركان الإسلام , وتعليمه أقضية الإسلام وأحكام وتعاليمه وينتج عنه :
1- حب الله تعالى .
2- حب الرسول صلى الله عليه
3- مراقبة الله تبارك وتعالى .
4- تعليمه أحكام الحلال من الحرام .
• الصفة الرابعة عشر (( التقوى ))
عباد الرحمن يدعون ربهم أن يرزقهم التقوى , وأن يجعلهم أئمة في الخير , قال تعالى { واجعلنا للمتقين إماما } ( سورة الفرقان : 74 ) لنحوز الأجر العظيم وننال الدرجات العالية , وأن يكونوا قدوة في الخير سباقين , وأن يكونوا في أعلى ما يمكن من درجات الخلق بعد الرسل .
فهنيئاً لمن نال الجنان ورضى الرب المنان واتصف بصفات عباد الرحمن وصبر وتحمل الآلام حتى وصل الجنة بسلام فالجنة درجة عالية والصعود إلى العليا يحتاج إلى جهد كبير وطريق الجنة فيه مخالفة لأهواء النفس ومحبوباتها وهذا يحتاج إلى عزيمة شديدة وإرادة قوية فعلينا أخواتي أن نعمل ونسارع ونجد ونثابر ونصبر ونجاهد , عسى أن يتغمدنا الله برحمته فننجو من النيران ونجتمع مع عباد الرحمن في الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله </blockquote> | |
|